سورة الشورى - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشورى)


        


قوله عز وجل: {حم عسق} فيه سبعة تأويلات.
أحدها: أنه اسم من أسماء القرآن، قاله قتادة.
الثاني: أنه اسم من أسماء الله أقسم به، قاله ابن عباس.
الثالث: فواتح السور، قاله مجاهد.
الرابع: أنه اسم الجبل المحيط بالدنيا، قاله عبد الله بن بريدة.
الخامس: أنها حروف مقطعة من أسماء الله فالحاء والميم من الرحمن والعين من العليم، والسين من القدوس، والقاف من القاهر، قاله محمد بن كعب. السادس: أنها حروف مقطعة من حوادث آتية، فالحاء من حرب والميم من تحويل ملك، والعين من عدو مقهور، والسين من استئصال سنين كسني يوسف، والقاف من قدرة الله في ملوك الأرض، قاله عطاء.
السابع: ما حُكي عن حذيفة بن اليمان أنها نزلت في رجلٍ يقال له عبد الإله كان في مدينة على نهر بالمشرق خسف الله بها، فذلك قوله حم يعني عزيمة من الله تعالى، عين يعني عدلاً منه: سين يعني سكون، قاف يعني واقعاً بهم.
وكان ابن عباس يقرؤها: {حم سق} بغير عين، وهي في مصحف ابن مسعود كذلك حكاه الطبري.
قوله عز وجل: {تَكَادُ السَّمَواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: يتشققن فَرَقاً من عظمة الله، قاله الضحاك والسُّدي، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
ليت السماء تفطرت أكنافها *** وتناثرت منها نجوم
الثاني: من علم الله، قاله قتادة.
الثالث: ممن فوقهن، قاله ابن عباس.
الرابع: لنزول العذاب منهن.

{وَالْمَلآئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} فيه وجهان:
أحدهما: بأمر ربهم، قاله السدي.
الثاني: بشكر ربهم.
وفي تسبيحهم قولان:
أحدهما: تعجباً مما يرون من تعرضهم لسخط الله، قاله علي رضي الله عنه.
الثاني: خضوعاً لما يرون من عظمة الله، قاله ابن عباس.

{وَيَسْتَغْفِرُونَ لَمَن فِي الأَرْضِ} فيه قولان:
أحدهما: لمن في الأرض من المؤمنين، قاله الضحاك والسدي.
الثاني: للحسين بن علي رضي الله عنهما، رواه الأصبغ بن نباتة عن علي كرم الله وجهه.
وسبب استغفارهم لمن في الأرض ما حكاه الكلبي أن الملائكة لما رأت الملكين اللذين اختبرا وبعثا إلى الأرض ليحكما بينهم، فافتتنا بالزهرة وهربا إلى إدريس وهو جد أبي نوح عليه السلام، وسألاه أن يدعو لهما سبحت الملائكة بحمد ربهم واستغفرت لبني آدم.
وفي استغفارهم قولان:
أحدهما: من الذنوب والخطايا. وهو ظاهر قول مقاتل.
الثاني: أنه طلب الرزق لهم والسعة عليهم، قاله الكلبي.
وفي هؤلاء الملائكة قولان:
أحدهما: أنهم جميع ملائكة السماء وهو الظاهر من قول الكلبي.
الثاني: أنهم حملة العرش. قال مقاتل وقد بين الله ذلك من حم المؤمن فقال {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَن حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ} وقال مطرف: وجدنا أنصح عباد الله لعباد الله الملائكة، ووجدنا أغش عباد الله لعباد الله الشياطين.


قوله عز وجل: {وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} قال الضحاك أهل دين واحد أهل ضلالة أو أهل هدى.
{وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فَِي رَحْمَتِهِ} قال أنس بن مالك: في الإسلام.
{وَالْظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِّن وَلِيٍّ} يمنع {وَلاَ نَصِيرٍ} يدفع.


قوله عز وجل: {جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً} يعني ذكوراً وإناثاً.
{وَمِنَ الأَنْعَامِ أزْوَاجاً} يعني ذكوراً وإناثاً.
{يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} وفيه ستة تأويلات:
أحدها: يخلقكم فيه، قاله السدي.
الثاني: يكثر نسلكم فيه، قاله الفراء.
الثالث: يعيشكم فيه، قاله قتادة.
الرابع: يرزقكم فيه، قاله ابن زيد.
الخامس: يبسطكم فيه، قاله قطرب.
السادس: نسلاً من بعد نسل من الناس والأنعام، قاله مجاهد.

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فيه وجهان:
أحدهما: ليس كمثل الرجل والمرأة شيء، قاله ابن عباس، والضحاك.
الثاني: ليس كمثل الله شيء وفيه وجهان:
أحدهما: ليس مثله شيء والكاف زائدة للتوكيد، قال الشاعر:
سعد بن زيد إذا أبصرت فضلهم *** ما إن كمثلهم في الناس من أحد
الثاني: ليس شيء، والمثل زائد للتوكيد، قاله ثعلب.

قوله عز وجل: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ} فيه قولان:
أحدهما: خزائن السموات والأرض، قاله السدي.
الثاني: مفاتيح السموات والأرض، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك.
ثم فيهما قولان:
أحدهما: أنه المفاتيح بالفارسية، قاله مجاهد.
الثاني: أنه عربي جمع واحده إقليد، قاله ابن عيسى.
وفيما هو مفاتيح السموات والأرض خمسة أقاويل:
أحدها: أن مفاتيح السماء المطر ومفاتيح الأرض النبات.
الثاني: أنها مفاتيح الخير والشر.
الثالث: أن مقاليد السماء الغيوب، ومقاليد الأرض الآفات.
الرابع: أن مقاليد السماء حدوث المشيئة، ومقاليد الأرض ظهور القدرة.
الخامس: أنها قول لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده، وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، بيده الخير يحيي ويميت وهوعلى كل شيء قدير، رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قاله وعلمه لعثمان بن عفان وقد سأله عن مقاليد السماء والأرض.

{يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ} فيه وجهان:
أحدهما: يوسع ويضيق.
الثاني: يسهل ويعسر.
{إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} من البسط والقدرة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6